الخميس، 8 نوفمبر 2012


سنتناول في هذه التدوينة " يد الأمل "  قصة لصورة التقطت في التاسع عشر من شهر أغسطس للعام 1999م ولاقت هذه الصورة رواجاً إعلامياً غير معهود وتتمحور هذه القصة حول طفل يدعي " صامويل الكسندر " الذي كان حينها يبلغ من العمر 21 أسبوعاً فقط واسم القصة منسوب لتلك اللقطة التي أذهلت العالم سترونها في طيات هذه القصة من خلال سردي لها .

طلبت جريدة USA Today من المصور والصحفي مايكل كلانسي أن يقوم بتغطية عملية جراحية ستجرى في المركز الطبي لجامعة فاندربيلت، فهناك كان يوجد جنين مصاب بمرض الصلب المشقوق Spina Bifida، وهو عيب خلقي في العمود الفقري يصاب به الجنين في الأسبوع الثالث أو الرابع من الحمل، لذا وجب إجراء عملية جراحية له وهو داخل رحم أمه!!


 كان الجنين  الذي ستجرى له العملية يبلغ من العمر 21 أسبوعاً فقط وكان فريق الجراحة يواجه خطر فشل العملية ما يعني الاضطرار للولادة المبكرة، ولم يسجل أيامها إمكانية حياة أي طفل يولد قبل 23 أسبوعاً، لذا كانت الأجواء متوترة بعض الشيء في غرفة العمليات.

 بدأ الطبيب بعمل شق في بطن الأم مثل أي عملية ولادة قيصرية ليُخرج الرحم ويقوم بشقه أيضاً ليصل إلى الجنين، ثم قام الطبيب بتعديل وضع الجنين من خلال تحريك الرحم من الخارج بلطف ليستطيع الوصول لظهره ليجري العملية، ثم بدأ الفريق الجراحي في العملية التي استغرقت ساعة و13 دقيقة لتنتهي بنجاح ويتنفس الجميع الصعداء.





يقول كلانسي أن الطبيب التفت ليسأله عن سرعة الفيلم الذي يستخدمه في التصوير، لكن كلانسي لاحظ حينها اهتزاز الرحم دون أن يقترب منه أحد، ثم فوجئ  بيد صغيرة جداً تخرج من فتحة الرحم لتستقر خارجه!!،






فاقترب الطبيب منه وقام برفع اليد الصغيرة بلطف ليفاجأ كلانسي بأن اليد تفاعلت مع الطبيب وقامت بالضغط على إصبعه!!

هذه هي الصورة التي ادهشت الملايين فسبحان الخالق أحيانا "الصمت أبلغ من الكلام" هنا دعوة إلاهية للتفكر في معجزاته سبحانه وتعالى ويجب أن نذكر قبل هذه المعجزه قول الله جل وعلا: { وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [النحل:78]

   يد الجنين تستغيث
                                                                                                                                  




لم يُضِع كلانسي تلك الفرصة بالطبع كمصور محترف بل قام بتصوير ذلك المشهد في الصورة التي انتشرت على الإنترنت باسم “يد الأمل”.

قال  الدكتور ( جوزيف برونر ) بعد العملية  :
لقد كانت هذه اللحظة من أكثر اللحظات التي مرت في حياتي تأثيراً عليّ لدرجة أنني في تلك اللحظة قد تجمدت مكاني ولم أستطع أن أفعل أي شيء أو أن أحرك إصبعي ، أحسست بأن أطرافي كلها قد تجمدت .
 تقول الأم وهي الظاهرة في الصورة أنها بعد أن رأت تلك الصورة ظلت تبكي لأيام لأنها استوعبت أكثر فأكثر كيف أن الحمل ليس مجرد تعب ومرض قدرما هو إعطاء حياة لإنسان صغير بحاجه إليك ولحمايتك!!




صديقنا " صامويل الكسندر " هو صاحب الابتسامة الرائعة ذو التي شرت الأخضر بعد مرور 9 سنوات من العملية  وهو الان ينعم بحياة طبيعية.مثل اي طفل .

 تعودهذه الصور كما ذكرنا إلى العام 1999 لكنها لم تنتشر كثيراً حينها قدرما انتشرت منذ عام (بعد 10 أعوام) بعد انتشار الإنترنت واكتساح الشبكات الاجتماعية مثل الفيس بوك وتويتر والمدونات .

وأترككم مع هذا الفيديو يستعرض به صور العملية وصور لصامويل بعد نجاح العملية مع أفراد عائلته .



أتمنى أن تكونوا قد أستمتعتم بالقصة لعل منها عبرة لنا.

محبكم في الله : علي محمد علي الثعلبي .